للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: أن النبي كان مع قوم قد غلبت عليهم الجفوة، واستولت على قلوبهم القسوة، فأراد النبيُّ أن يُكْسِبَهم الرقة ويُعَوِّدَهم الرحمة.

وقد ثبت عن النبي من كل طريق من الصحيح، وعند كل فريق من الحسن وغيره: أن النبي قال: "لله (١) أفرح بتوبة العبد حين يتوب من أحدكم كان بأرض فلاة على راحلته فانفلتت منه؛ وعليها طعامه وشرابه، فأَيِسَ منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، - وفي رواية: فنام فاستيقظ (٢)؛ فإذا هو (٣) بها عند رأسه- فقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح" (٤).

وقال في حديث طويل، حاكيًا عن ربه ﷿ (٥) -: "يا عبادي؛ إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعًا، فاستغفروني أغفر لكم" (٦).


(١) في (ك): الله.
(٢) في (د): ثم استيقظ.
(٣) سقط من (د).
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك : كتاب التوبة، باب في الحض على التوبة والفرح بها، رقم: (٢٧٤٧ - عبد الباقي).
(٥) قوله: "حاكيًا عن ربه ﷿" سقط من (ك) و (ب) و (ص).
(٦) أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي ذَرٍّ : كتاب البر والصلة والآداب، باب تحربم الظلم، رقم: (٢٥٧٧ - عبد الباقي).