للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال (١): والمُتَحَيِّلُ الرَّوَّاغُ ثعلب؛ والنمَّام ظَرِبَانٌ، تقول العرب في القوم تفسدُ ذاتُ بينهم: فَسَا بينهم ظَرِبَانٌ؛ والذي يزهد في مجالس العلم ويطلب مواضع اجتماع أهل الدنيا لحديثهم خُنْفُسَاء؛ فإنها تَذَرُ المسك وتطلب الخُرْءَ (٢)، وإذا (٣) طُرِحَ المِسْكُ عليها ماتت؛ والوثَّاب على الناس من غير حياء (٤) ولا رِقْبَةٍ أَسَدٌ؛ والمتناول لذلك بشَرَكِ الدماثة والسكينة ذِئْبٌ.

قال الشَّاعر:

ذِئْبٌ تراه مُصَلِّيًا … فإذا مررت به رَكَعْ

يَدعو وجُلُّ دعائه … ما للفريسة لا تَقَعْ

عَجِّلْ بهايا ذا العُلَى … إنَّ الفؤاد قد انصدعْ (٥)

قُلْتُ (٦):

يا ذئابًا بَدَتْ لنا … في ثياب مُلَوَّنَهْ

أَحَلَالًا رأيتمُ … أَكْلَنا في المُدَوَّنَهْ (٧)؟


(١) سقط من (ص) و (ب).
(٢) في (ص): الخَرَا.
(٣) في (ك) و (ص) و (ب): إذا.
(٤) في (د): حياة.
(٥) الأبيات من مجزوء الكامل، وهي في سراج الملوك: (ص ٢١٢).
(٦) سقط هدا البيت من (د) و (ك) و (ص).
(٧) من مجزوء الخفيف، وهي لأبي محمد عبد الله بن سارَّة الإشبيلي، ذكرها له في خريدة القصر: (١/ ٣٣٠) في سياق ترجمته.