للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما قال ذلك لعدم تصريح البخاري بالتحديث، ففي صحيحه: "وقال عثمان بن الهيثم"، وكذلك هو في جميع الأبواب التي أدخله فيها، ووصله الإسماعيلي وغيره، وعثمان بن الهيثم من شيوخ البخاري، فيحمل قولُه ذلك على السماع عند قوم، ولعلَّ لهذه العلة صحَّحه من صحَّحه، وكأنَّ ابن العربي لم يقنع منه بذلك حتى يصرح بالتحديث، والله أعلم.

ثم ما العيب في أن يحكي الإمامُ الحافظ قولًا عن العلماء في تصحيح حديث أو تضعيفه، وها هو أخوه الأكبر يقول في صحيح البخاري: "الذي ادَّعوا إجماع الأمة على صحة ما فيه" (١)، فهل ينقد عبد العزيز كلام أخيه هذا كما زعم في نقده للإمام الحافظ ابن العربي؟

وهذا الذي يزعم نقد الإمام الحافظ أبي بكر بن العربي قد وقفتُ له على أغاليط لا تقع من طالب علم، فكيف بمن يصف نفسه بالحفظ ومعرفة الحديث، وذلك أنه صحَّف تصحيفًا قبيحًا جدًّا في اسم أحد علماء الأندلس، وهو ينقل عنه ما ظنه نقدًا للإمام ابن العربي، قال عبد العزيز الغماري - ومن خطه نقلتُ -: " .. أبو الحسن نجية بن يحيى بن نجية" (٢)، كذا قال، وإنما هو نجبة بن يحيى بن نجبة، ترجمه ابن الأبَّار (٣)، وابن الزبير (٤)، وابن الحضرمي (٥)، وعجبًا لمن يريد نقد حافظ من حفَّاظ الإسلام يُصَحِّفُ في اسم أحد الرواة!


(١) المداوي: (٦/ ٥٢٨).
(٢) السفينة: (ص ١٧٥).
(٣) التكملة: (٢/ ٢١٨ - ٢١٩).
(٤) صِلَة الصِّلة: (٣/ ٨٠ - ٨١).
(٥) الفرائد المرويات: (ص ٣١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>