للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرابع: ما جنح إليه في تفسيره للأحمر الذي لبسه رسول الله كان عليه أن يجنح إليه في الثوب الذي لبسه ابنُ العربي، ولكنه لم يفعل؛ لحنقه عليه، وبغضه له.

الخامس: ما ذكره من الأحاديث في النهي عن لبس الأحمر فيها أنظار:

أوَّلها: حديث أبي داود: "خرجنا مع رسول الله في سفر" (١)، هو حديث ضعيف، لا يحتج بمثله في هذه الأبواب، في إسناده: رجل من بني حارثة، وهو مبهم غير معروف، فلا يصح أبدًا من هذا الطريق، وقد قدَّمنا زعم الغماري بأن ابن العربي يُورِدُ في "السراج" الواهيات والموضوعات، وها هو ذا يحتج على الإمام ابن العربي بالضعاف من رواية المجهولين.

ثانيها: الحديث الذي يرويه الطبراني (٢) هو كذلك حديث ضعيف، وورد عند ابن أبي شيبة حديث قريب من لفظه: "الحمرة من زينة الشيطان، والشيطان يحب الحمرة" (٣)، وأدخله الجُوزَقِي في الموضوعات، مبالغة منه، والحديث ضعيف كما قال الحافظ ابن حجر (٤)، وكذلك سائر الأحاديث التي وردت في النهي عن لبس الأحمر (٥)، حاشَا ما أخرجه البخاري.


(١) أخرجه أبو داود في السنن عن رافع بن خديج : كتاب اللباس، بابٌ في الحمرة، رقم: (٤٠٧٠ - شعيب).
(٢) أخرجه الطبراني في أكبر معاجمه عن عمران بن حُصَين : (١٨/ ١٤٨)، رقم: (٣١٧).
(٣) فتح الباري: (١٠/ ٣٠٦).
(٤) فتح الباري: (١٠/ ٣٠٦).
(٥) ينظر: التوضيح لابن الملقن: (٢٨/ ٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>