للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثالثها: ونَهْيُ رسول الله عن المياثر الحمر فيه كلام طويل، ووجوه من النظر (١)، وإنما تشبَّث ابن العربي بما رواه البراء وجابر بن سمرة (٢).

السَّادس: قوله في برنس ابن العربي: هو أحمر قاني، قلت: ولا ندري كيف علمه؟ أطَّلع الغيب؟ أم اتخذ عند الله عهدًا؟

فظهر بهذا أن ما رقمه هذا الناقم لا يخرج عمَّا عهدناه منه؛ من الطعن، والتجريح، والوقاحة، والجراءة على أهل العلم، فيا لله ويا للمسلمين من هذا البلاء المبين!

السَّابع: قَوْلُ الغماري: "فانظر إلى هذه المجازفة الدالة على كِبْرٍ في النفس، وإغراقٍ في الجوْر، وظلم في الحكْم، وكَذِبٍ في القول، ودعوى أنه سَرَدَ الأحاديث في لبس الحمْر".

قلتُ: ولنا عليه مآخذ شتى، ووجوه من النظر، وفصول من النقد:

أوَّلها: كل هذه الأوصاف التي أسقطها الغماري على الإمام الحافظ أبي بكر بن العربي - رضوان الله عليه - هي من قبيل الافتراء والانهتاك في قذع الرجل وتقريعه، وأين المعزاء من الجوزاء؟ وأين الثَّرَى من الثُّرَيَّا؟

ثانيها: وما زال هذا الغماري يحاول أن يتوصَّل إلى ما في نفس الإمام ابن العربي، فيُرِيكَ أنه عارف به، وأنه عالم بدَخِيلَةِ نفسه، وبما كان في أمسه.


(١) ينظر: فتح الباري: (١٠/ ٣٠٦).
(٢) ينظر: سراج المريدين: (١/ ٩٩ - ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>