فيا ليتني كنتُ شَرِبْتُ ماء زمزم للعَمَلِ، ودعوت الله فيه في المُلْتَزَمِ" (١).
قال أبو محمد الأَشِيرِي -مُفَسِّرًا هذه الدعوات-: "أذكر من هذه الدعوات التي ذكر شيخُنا الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي ﵁ ما رجوتُ أنه نال بركتها، وصادف عند ربه خيرَها:
أمَّا العلم: فكُتبه وتواليفه تشهد له؛ فإنَّ له في علوم القرآن: من "التفسير"، و"الأحكام"، و"الناسخ والمنسوخ"، و"المشكل"، و"معاني أسماء الله تعالى"، و"معاني أسماء المؤمن"، وهو هذا الكتاب، وغير ذلك من علوم القرآن؛ ما تشهد بتبحره فيه.
وأمَّا علوم الحديث فله "كتاب النَّحريْنِ في شرح الصحيحين"؛ ما لم يَسْبِقْهُ أَحَدٌ إلى مثله، وله "عارضة الأحوذي في شرح الترمذي"، إلى غير ذلك من علوم الحديث.
وله في أصول الفقه مصنفات عدة.
وفي أصول الديانات مثلها.
وله في النحو "ملجئة المتفقهين"؛ ما أعرب عن تقدمه فيه.
وله نَيِّفٌ على ثلاثين تأليفًا؛ بين كبير ومتوسط وصغير، أكبرها ما يفي بنحو خمسة آلاف ورقة؛ وهو "النيِّرين في شرح الحديث"، و"أنوار الفجر في علوم الذِّكْرِ"، إلى غير ذلك ممَّا يطول ذِكْرُه.