للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الإمام الحافظ أبو بكر بن العربي (١) : وأمَّا النفخة الثانية فهي (٢) نفخة الصعق والفزع، على أحد القولين، وذلك أن الله قال في موضع: ﴿وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ﴾ [الزمر: ٦٨]، فهذه الثانية (٣) بلا إشكال، وقال في موضع آخر مكتوب قبله -ولا أعلم وقت نزوله-: ﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ﴾ [النمل: ٨٧]، فيحتمل أن تكون الأولى؛ وهي: الزلزلة، ويحتمل أن تكون الثانية؛ وهي (٤): الموت العام.

فأمَّا صَعْقُ النفخ الذي هو الموت فلا بُدَّ لكل أَحَدٍ (٥) منه، إلَّا من شاء الله، على ما يأتي بيانُه إن شاء الله.

وأمَّا نفخة الفَزَعِ فيَفْزَعُ منها كلُّ أحد من غير استثناء (٦)، وهو ضَعْفُ النفس.

أمَّا فَزَعُ أهل الأرض فلِمَا يَجِدُونَ من الزلازل ويَرَوْنَ ممَّا لا طاقة لهم به، ويستشعرون ما وراء ذلك.

وأمَّا أهلُ السماء فلِمَا (٧) يعلمون ممَّا يجري على مَحَالِّهَا، وما يذهب من أمكنتها، ويُخاف من أمر ربها، ودَعْوَى الرسل يومئذ: "اللهم سَلِّمْ


(١) في (ص): قال القاضي الإمام الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي.
(٢) في (س): وهي.
(٣) في (س): الآية الثانية.
(٤) في (د): هو، وأشار إليه في (س).
(٥) في (ص): واحد.
(٦) سقطت بعدها نحو ورقة من (ص).
(٧) في (س): فلا.