للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال النبي : "تَعِسَ عبد الدينار، تَعِسَ عبد الدرهم، تَعِسَ عبد القَطِيفَةِ، تَعِسَ عبد الخَمِيصَةِ، تَعِسَ وانتَكَسَ، وإذا شِيكَ فلا انتَقَشَ" (١)، وقد قال الله تعالى: ﴿وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ﴾ [إبراهيم: ٣٧].

والمعبود: هو الذي تَجْعَلُ له قلبَك وعملَك، فمن جعله للحَجَرِ فهو عابدُ صَنَمٍ، ومن جعله للذهب والفضة فغَدَا فيه وراح، وعَمِلَ له وسعى، ورأى أنه هو المقصود الأَوْفَى؛ فهو على مَنْزِلَةٍ من عبادة غير الله، ولذلك دعا عليه رسول الله في الحديث المتقدِّم.

وقد (٢) قال تعالى: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي﴾ [طه: ١٣].

والمعنى: تَدَلَّلْ لحُكْمِي، واستَسْلِمْ لأَمْرِي، وانْقَدْ لامتثال حَدِّي (٣)، واخضع لسُلْطَانِي، وذلك بإقامة الصلاة لذِكْرِي.

يعني: إِذا ذَكَرْتُهَا (٤) لك، وخَلَقْتُ لك العِلْمَ بها.

والصلاة هي العبادة كلها، فإنها تشتمل على فِعْلِ القلب واللسان والجوارح، وهي الجملة الآدمية المُتَوَجِّهُ إليها الابتلاءُ بالأمر والنهي، والوظائف الشرعية التي أوَّلها إخلاصُ القلب، وآخرُها السجودُ بتَمْرِيغِ الوَجْهِ لله تعالى.


(١) تقدَّم تخريجه في السفر الأوَّل.
(٢) سقطت من (د) و (ص) و (ل).
(٣) في (س) و (ز): خوفي.
(٤) في طرة بـ (س): "قوله: ذكرتها، هذا تفسير على قراءة: ﴿للذكرى﴾ ".