للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما تقاربا حتى كان بينهما نحو عشرة أيام مات كيوك [١] ، فاضطرب من كان معه، ثم اتفق رأي الخواتين والأمراء على مكاتبة باتو، فكتبوا إليه بإعلامه بموت كيوك، وأنه هو أحق بتخته، فيفعل ما يراه.

فقال باتو: لا حاجة لي به وإنما أبعث إليه بعض أولاد تولي، وعين له منكوقان [٢] بن تولى، وجهزه إليه هو وأخوه قبليه قان [٣] (المخطوط ص ٤٩) وهولاكو وجهز معهم باتو أخاه بركه في مائة ألف فارس من بهادرته [٤] العسكر ليجلسه على التخت، ثم يعود.

فأخذه معه وتوجه به ثم أجلسه، وعاد، فلما مر ببخارى، اجتمع بالشيخ سيف الدين الباخرزي [٥] من أصحاب شيخ الطريقة نجم الدين كبرى [٦] وحسن موقع كلام الباخرزي عنده، وأسلم على يده، وتأكدت الصحبة بينه وبين الباخرزي، فأشار عليه الباخرزي بمكاتبة المستعصم الخليفة [٧] ومتابعته ومهاداته، فكاتب الخليفة، وبعث إليه هدية، وترددت بينهما الرسل والمكاتبات والتحف والمهاداة.


[١] مات كويوك سنة ١٢٤٨ م.
[٢] منگوقاآن (جامع التواريخ مجلد ٢ ج ٢/٨٢) مونكوين تولوي بن جنكيز خان حكم ما بين ١٢٥١- ١٢٥٨ م (تركستان ٧١٥) .
[٣] قبيلة قان هو قوبلاي قاآن أو قوبيلاي بن تولوي بن جنكيز خان حكم ما بين ١٢٦٠- ١٢٩٤ م.
[٤] بهادرته: أي أبطاله وشجعانه من اللفظ الفارسي والتركي بهادر بمعنى شجاع، وكان هؤلاء يشكلون فرقة للحرس الخاص للقاآن (انظر تركستان ٥٤٩) .
[٥] الشيخ سيف الدين الباخرزي من شعراء ق ٦ هـ ومن مشايخ المتصوفة، كان مريدا للشيخ نجم الدين كبرى، عاصر العطار، أشعاره بالفارسية. مات ٦٢٩ هـ (فرهنگ أدبيات فارسي ٨٣) .
[٦] نجم الدين كبرى هو أبو الجناب أحمد بن عمر من رجال التصوف، مؤسس السلسلة الكبروية قتل سنة ٦١٠ هـ له فواتح الجمال ورسالة الخائف الهائم، وله أشعار كثيرة، فقتل في هجوم المغول (فرهنگ أدبيات فارسي ٥٠٢) .
[٧] المستعصم: هو آخر الخلفاء العباسيين، تولى الخلافة العباسية سنة ٦٤٠ هـ وقتل سنة ٦٥٦ هـ على يد المغول، كان متدينا محبا للكتب، ولكنه ضعيف الرأي لم يكن له من الحكم شيئا، سيطر عليه نساؤه ووزراؤه (انظر كتابي فتوحات هولاكو خان في ميزان النقد التاريخي ٣١- تاريخ الخلفاء ٤٦٤- البداية والنهاية ١٣/٢٠٠ الفخري ٣٣٣- أخبار الدول ١٨٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>