يكن مثل بزّه الرفيع الساذج، ومهزّه الرطب عند قضاء الحوائج.
قال ابن أبي أصيبعة فيه:" اجتمعت به ووجدته الغاية القصوى في سائر العلوم، وكان يعرض له انشداه خاطر لكثرة انصباب ذهنه إلى العلم، وتوفّر فكره عليه، وولي قضاء القضاة بمصر وأعمالها".
ومنهم: بنو فانه:- أهل بيت تنسقوا في الفضائل، وتناسبوا في كرم الشمائل، وتناسلوا لا تكذب فيهم المخايل كأنما توالدوا من ظهور إقلينوس، أو تعاقدوا على حل مشكلات جالينوس، لو جلسوا في رواق أرسطو لسطا بهم في النظر وسما بهم إلا أنه يرضى جنب القمر.
وأولهم:
١٨٣- أبو سليمان داود بن أبي المنى ابن فانة «١٣»
وكان في أهل ملته يأوي إلى جناب منيع، ويهمي بسحاب لا يجحد له حسن الصنيع، وهذا إلى فهم ثاقب، وعزم لا يوني في طلب المناقب.
قال ابن أبي أصيبعة:" كان طبيبا نصرانيا من أهل القدس، حظيا عند الخلفاء، فاضلا من فضلاء الأطباء، وأخذه الملك ماري من مصر إلى القدس «١» ليقيم عنده به، ولما وقع الفقيه عيسى عنده في الأسر مرض مرضا أشفى منه، فأمر ماري ابن فانة بمعالجته، فلما رآه مثقلا بالحديد في قعر الجب قال لماري: هذا رجل ذو