سار الملك المعظم عيسى بن العادل صاحب دمشق، ونازل حمص، وكان قد اتفق مع جلال الدين منكبرتي ومع مظفر الدين صاحب إربل أن يكونوا يدا واحدة، وكان الأشرف بالبلاد الشرقية، ثم رحل المعظم إلى دمشق بسبب [كثرة]«١» ما مات من خيله وخيل عسكره، وورد عليه أخوه الأشرف (١٩٨) طالبا للصلح قطعا للفتن، فبقي عنده مكرما [ظاهرا]«١» ، وهو كالأسير معه في الباطن، وأقام الأشرف عند أخيه المعظم إلى أن انقضت هذه السنة.
وأما الملك الكامل فإنه كان بمصر، وقد تخيل من بعض عسكره فما أمكنه الخروج منها.
وفيها فتح السلطان جلال الدين تفليس وهي من المدن العظام.
وفيها، سار جلال الدين المذكور ونازل خلاط وهي منازلته الأولى وطال القتال بينهم، وكان نائب الأشرف بخلاط حسام الدين علي الموصلي «٢» وكان نزوله عليها ثالث عشري ذي القعدة «٣» ورحل عنها لسبع بقين من ذي الحجة لكثرة الثلوج.
وفي رابع عشر رجب من هذه السنة توفي الخليفة الظاهر [بأمر الله]«٤»
محمد بن الناصر لدين الله «٥» ، وكان متواضعا محسنا إلى الرعية جدا، وأبطل