للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنة خمس وخمسين وخمس مئة «١٣»

[ذكر مسير] «١» سليمان شاه إلى همذان وما كان منه إلى أن مات

وسببه أنه لما مات محمد بن محمود بن محمد بن ملكشاه السلجوقيّ أرسلت الأمراء وطلبوا عمه سليمان شاه بن محمد بن ملكشاه ليولوه السلطنة، وكان قد اعتقل في الموصل مكرما فجهزه قطب الدين مودود بن زنكي صاحب الموصل بشيء كثير، وجهاز يليق بالسلطنة، وسار معه (٣٤) زين الدين عليّ كوجك بعسكر الموصل إلى همذان، وأقبلت العساكر إليه، كلّ يوم تلقاه طائفة وأمير، ثم تسلطت العساكر عليه، ولم يبق له حكم، وكان سليمان شاه فيه تهور وخرق، وكان يدمن شرب الخمر حتى [إنه] «٢» شرب في رمضان نهارا، وكان يجمع عنده المساخر، ولا يلتفت إلى الأمراء، فأهمل العسكر [أمره] «٣» ، وكانوا لا يحضرون بابه، وكان قد ردّ جميع الأمور إلى شرف الدين [كرد بازو] «٤» الخادم، وهو من مشايخ خدام السّلاجقة يرجع إلى دين وحسن تدبير، فاتفق أن سليمان قعد يشرب بالكشك ظاهر همذان، فحضر إليه كرد بازو ولامه، فأمر من عنده من المساخر فعبثوا بكرد بازو أيضا حتى إن بعضهم كشفوا له سوءته فاتفق كرد بازو مع الأمراء على قبضه، وعمل كرد بازو دعوة عظيمة،

<<  <  ج: ص:  >  >>