«١» مر إصبعه، فيسمع زمرا، أجمع سائر من حضر أنه لم يسمع مثله قط.
قال محمد بن موسى المنجم «٢» : حكمت بأن إبراهيم بن المهدي أحسن الناس غناء ببرهان، وذلك أني كنت أراه في مجالس الخلفاء مثل المأمون والمعتصم، يغني ويغني المغنون، فإذا ابتدأ الصوت لم يبق من الغلمان والمتصرفين في الخدمة وأصحاب الصناعات والمهن الصغار والكبار، إلا ترك ما في يده وقرب من أقرب موضع يمكنه أن يسمعه، فلا يزال مصغيا إليه، لاهيا عما كان فيه ما دام يغني، حتى إذا أمسك وغنى [غيره] رجعوا إلى التشاغل بما كانوا فيه، ولم يلتفتوا إلى ما يسمعون، ولا برهان مثل هذا أقوى من شهادة الفطن واتفاق الطبائع- مثل اختلافها وتشعب طرقها- على الميل إليه.
٦٩- عليّة بنت المهدي «٣»
ضربت عليها الخلافة سرادقها، ونصبت لها المهلة نمارقها، وأسبلت دونها