للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكر بن العلاف: [الكامل]

ذهب المبرّد وانقضت أيّامه ... وليذهبن إثر المبرّد ثعلب

بيت من الآداب أصبح نصفه ... خربا وباقي بيتها فسيخرب

فابكوا لما سلب الزمان ووطّنوا ... للدّهر أنفسكم على ما تسلب

وأرى لكم أن تكتبوا أنفاسه ... إن كانت الانفاس مما يكتب

والمبرد لقب غلب عليه، قيل إنه كان عند بعض أصحابه، وإن صاحب الشرطة طلبه للمنادمة، فكره المبرّد ذلك، وألحّ الرسول عليه، وكان هناك مزملة لتبريد الماء فارغة، فدخل المبرّد فيها واختفى في غلاف المزملة، فدخل الرسول في تلك الدار وفتش على المبرّد فلم يجده، فلما مضى الرسول جعل صاحب الدار يصفق وينادي على المزملة المبرّد المبرّد وتسامع الناس بذلك فلهجوا به وصار لقبا عليه «١» .

ومنهم:

١٥- أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار «١٣»

النحوي الشيباني بالولاء، أبو العباس المعروف بثعلب، إمام الكوفيين في العربية. ذو أمد لا يغلب وصيد للشوارد لا يعرف [إلا] من ثعلب، لا يحاذر الصقر المحلّق، ولا يبادر السهم المخلّق، لأفعاله طراوة، ولمقاله طلاوة، ولم يوجد مثله بالأشقرا «٢» ، ولا حصل مثله عند الفرا «٣» ، ولا نظن إلّا تغلّبه، ولا نعدّ في غير السباع ثعلبه. طالما قهر به المغالب، وودّت قمم

<<  <  ج: ص:  >  >>