الدين «١» من بيت كبير يقال لهم بيت الأحدب [فأخذها منه الملك المظفر غازي المذكور، وعوضه عن أرزن بمدينة حاني]«٢» ، وأرزن لم تزل بأيديهم من أيام السلطان ملكشاه السلجوقي وإلى الآن، فسبحان من لا يزول ملكه.
وفيها، جمعت الفرنج من حصن الأكراد، وقصدوا حماة، فخرج إليهم الملك المظفر محمود بن الملك المنصور صاحب حماة، والتقاهم عند قرية بين حماة وبارين يقال لها أفيون «٣» وكسرهم كسرة عظيمة، ودخل الملك المظفر حماة مظفرا مؤيدا.
وفيها، ولد الملك الناصر يوسف بن الملك العزيز صاحب حلب «٤» .
[ثم دخلت سنة ثمان وعشرين وست مئة «١٣» ] «٥»
واستقر السلطان الملك الكامل بديار مصر، وأخوه الأشرف بدمشق في ملاذه وقد تخلى عن البلاد الشرقية، فإن حران (٢١٧) وما معها صارت لأخيه الملك الكامل، وخلاط قد خربت، ولم يكن للأشرف ولد ذكر فاقتنع بدمشق واشتغل باللهو والملاذ والأوقات الطيبة.
وفي هذه السنة، عاودت التتر قصد بلاد الإسلام وسفكوا وخربوا، وكان قد ضعف جلال الدين لقبح سيرته وسوء تدبيره، ولم يترك له صديقا من ملوك