دراهم مع أوقية زبيب منقى من عجمه في رطل ماء، إلى أن ينقص الثلثان، ثم صفي، ويلقى عليه درهم دهن لوز حلو وقيراط صمغ عربي، ثم شرب الكل أسهل البلغم الخام، وأسهل (٢١) الدود الصغار. وإذا صنع من قشر أغصانه فتل ودسّت في الجراحات والخنازير كانت لها علاجا موافقا. وإذا سحق ورقه وخلط مع مرهم الأكلة أبرأها ونفع منها.
مخلّصة «١»
قال أبو عبيد البكري: هي أصناف، صنف يطلع فروعا؛ ورقه على مقدار ورقة الكرفس إلّا أنه ألين. وكل ورقة منه مشقّقة شقوقا كثيرة، فإذا طلع الفرع ونما دقت الأوراق وصارت على شكل ورق الكتّان، والفرع أخضر أملس يطلع في استقبال القيظ، نوارا أزرق منكوسا كأنه المحاجم. وصنف آخر مثله سواء إلّا أن بزره بين الزّرقة والحمرة منكوس أيضا. وصنف آخر صغير ينبت في الرمل، وورقه هدب ونواره أبيض فيه صفرة، ومذاقته كلها مرّة.
قال ابن البيطار: ذكر جماعة ممن يوثق بهم أنه سقي من هذه الشجرة، وأمرهم بأخذ الأفاعي بأيديهم والتعرض لنهشها، ففعلوا ذلك، ولم يضرّهم سمها، فلما أتى عليهم حول، لسع أحدهم، فأحس بدبيب السم في جسده، فجاء إلى الذي سقاه ذلك، فسقاه شربة أخرى، فعاد إلى ما كان عليه من قلة الاكتراث بلسعها، فعلم بذلك أن نفعها وقوّتها تلبث في الجسم ويمنع فعل السم حولا كاملا. ويسقى منها للمنهوش أو الملدوغ وزن درهم بزيت، مجرّبة في ذلك.
قال: وحشيشة أخرى تعرف بالمشرق، وخاصة بحرّان (والرّها)«٢» ، تعرف