المصير؛ إلى فصاحة لم تحل بالغلمة «١» ميمه، ولا أتت بها في أخواتها ضميمه. وكان بالعيوب منطقا، وبما يبريه من العيون ممنطقا. ولم يمت حتى أنذر بدنوّ أجله، وأخبر بقرب وفاته وعجله.
قال ابن خلكان: رحل إلى قرطبة سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، وأقام بها مدّة، وأخذ عن الإفليلي وأبي سهل الحراني، وأبي بكر ابن أحمد الأديب. وكان عالما بالعربية واللغة ومعاني الأشعار. كثير العناية بها مشهور بمعرفتها، حسن الضبط. أخذ الناس عنه كثيرا. وكانت الرحلة في وقته إليه. وأخذ عنه أبو علي الجيّاني وغيره. وكفّ بصره آخر عمره وله تصانيف عدّة. وكان مشقوق الشفة العليا شقاقا فاحشا. وهو العلم يعرف به.
ولد سنة عشر وأربعمائة. ومات في ذي القعدة سنة ست وسبعين وأربعمائة «٢» .
قال الرعيني خطيب إشبيلية: مات أبو عبد الله محمد بن شريح يوم الجمعة منتصف شوال سنة ست وسبعين وأربعمائة، فسرت إلى الأستاذ أبي الحجاج الأعلم فأعلمته بوفاته؛ لأنهما كانا كالأخوين محبّة فانتحب وبكى كثيرا واسترجع ثم قال: لا أعيش بعده إلا شهرا. وكان كذلك.
ومنهم:
١٠- عبد الله بن محمد ابن السّيد البطليوسي «١٣»
النحوي، أبو محمد. مادة نحو وأدب، وتصنيف ولغة عرب، لا نحّى أحد معه فيها يد