وفيها، في جمادى الأولى، توفي غياث الدين محمد بن سام بن [الحسين]«١» الغوري صاحب غزنة وبعض خراسان وغيرها، وكان أخوه شهاب الدين بطوس عازما على قصد خوارزم، وخلف غياث الدين من الأولاد ولدا اسمه محمود «٢» ولقبه غياث الدين بلقب والده، ولم يحسن شهاب الدين الخلافة على ابن أخيه ولا على غيره من أهله، وكان لغياث الدين زوجة يحبها وكانت مغنية فقبض عليها شهاب الدين بعد موت أخيه غياث الدين وضربها ضربا مبرحا وأخذ أموالها. وكان غياث الدين مظفرا منصورا لم تنهزم له راية قط، وكان له دهاء ومكر، وكان حسن الاعتقاد، كثير الصدقات، وكان له فضل غزير، وأدب مع حسن حظ، وكان ينسخ المصاحف بخطه، ويوقفها على المدارس التي بناها، وكان على مذهب الكرامية ثم تركه وصار شافعيا.
وفيها، استولى الكرج على مدينة دوين من أذربيجان ونهبوها وقتلوا أهلها، وكانت هي وجميع أذربيجان للأمير أبي بكر بن البهلوان «٣» ، وكان مشغولا بشرب الخمر ليلا ونهارا لا يلتفت إلى تدبير مملكته، ووبخه أمراؤه ونوابه على ذلك فلم يلتفت.
وفي سنة ست مئة «١٣»
(١٤٦) كانت الهدنة بين الملك المنصور صاحب حماة وبين الفرنج.