وجه كله أسارير، وصباح كله تباشير، ورسيل قيان يقال له رفقا سيرك بالقوارير، جار على قديم، وسار على طريق قويم، وسبق وما تخلف، وجدّ وما تكلفّ، وقال كلّ قول يشق المسامع ويلجها، ويقع على الخواطر ويبلجها. [ص ١١٩]
قال أبو الفرج الأصفهاني، قال محمد بن حية «٢» : دخلنا على إسحاق الموصلي نعوده في علة كان وجدها، فصادف عنده مخارقا وعلويه وأحمد بن [يحيي المكّي ومحمد بن]«٣» حمزة وجه القرعة، فعرض عليهم إسحاق أن يقيموا عنده ليفرح بهم ويخرج إليهم ستارة يغنون من ورائها، ووضع النبيذ، فغنّى مخارق صوتا من الغناء القديم، فخالفه محمد بن حمزة في صناعته [وطال] مراؤهما «٤» في ذلك، وإسحاق ساكت، ثم تحاكما إليه، فحكم لمحمد، فراجعه مخارق فقال له إسحاق: حسبك، فو الله ما فيكم أدرى بما يخرج من رأسه منه، فقال: ثم غنّى أحمد بن يحيى المكي: «٥»[البسيط]
قل للحمامة لا تعجل بإسراج
فقال محمد: هذا اللحن لمعبد، ولا يعرف له هزج غيره، فقال أحمد: أما على ما شرط أبو محمد آنفا من أنه ليس في الجماعة أدرى بما يخرج من رأسه منك،