كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار

وهذه الدولة العباسية - ٧٤ - دولة القاهر بالله - ج: 24 - ص: 266

مؤنس»

، وكان مؤنس قد جاء ليصرفه المقتدر في مهماته، غير أنه من كان يحسبه مؤنسا، أغروه به، وقالوا له: إنما جاء ليقتلك، ولكن غلب عليه عبيده، وكانوا قد غضوا بمؤنس، وقالوا له إما أن تخرج لقتاله، وإلا أخذناك وسلمناك إليه، فخرج وهو مكره، وقد كانت أمه تمنعه، فلما لم ير بدّا من الخروج ودع أمه، وتمثل بقول ابن الرومي: «٢»

[الكامل]

طامن حشاك فانّ دهرك موقع ... بك ما تحبّ من الأمور وتكره

وإذا حذرت من الأمور مقدرا ... فهربت منه فنحوه تتوجه

فلما خرج إليه جعل أصحابه يتسللون منه، حتى بقي وحده، فقصده عبد أسود، فضربه على عاتقه، فصاح: ما هذا ويلك، ثم تعاوده حتى قتله بالضرب، ثم أمسك مؤنس قاتله وقتله، إذ لم يكن غرض مؤنس قتله، وإنما غرضه أن يكون صاحب أمره، وإنما المقادير تنفذ أحبّ العبد أم كره. «٣»

ثم:

٧٤- دولة القاهر بالله

أبي المنصور محمد «٤» بن أحمد المعتضد، كان [لا] يستقل لسانه من