للإقراء بالموصل، فاجتازبه شيخه فرآه، فقال له: زببت وأنت حصرم. فترك حلقته وتبعه، ولازمه حتى تمهّر. وكان أعور. وفي ذلك يقول:[المتقارب]
صدودك عنّي ولا ذنب لي ... يدلّ على نيّة فاسده
فقد وحياتك مما بكيت ... خشيت على عيني الواحده
ولولا مخافة أن لا أراك ... لما كان في تركها فائده
وسأل شخص المتنبي، فقال: كيف أتيت الأدب في قولك:
باد هواك صبرت أم لم تصبرا «١» ؟
فقال: لو كان هناك ابن جني أبو الفتح لأجابك. وولد قبل الثلاثين والثلاثمائة بالموصل.
وتوفي لليلتين بقيتا من صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمئة «٢» .
ومنهم:
٣٠- أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن متّويه الواحدي «١٣»
صاحب التفاسير المشهورة. نجمه ما غرب، وسهمه موفّى لا من نبع ولا غرب. وشب كما شبّ الغلام؛ حتى افترّ له ثغر السؤدد وابتسم، واستهم على الفضل واقتسم؛ فما ثقل بيت عارضه إلا وقد نبت نباتا حسنا، وثبت ثباتا يجعل له الجوارح ألسنا وقنا. أقلت آثاره