تنبيه! اعلم أن السياق الذي بنينا عليه هذا الكتاب من النسبة إلى المشترك والمختص، بين المشرق والمغرب، متعذر تحقيق النسبة فيه على ما أصلناه؛ وذلك لأن من المعلوم أن المعدن مغيب تحت الأرض لا يظهر للعين الباصرة إلا بعد البحث، وما ظهر من المعادن وعلم به الناس إنما كان على سبيل الاتفاق أو البحث من أهل ذلك الموضع، والاحتمال واقع في غير تلك الأرض أن يكون بها مثل ذلك المعدن لكنه لم يظهر في الخارج، فحينئذ يكون الكل مشتركا إلا ما ظهر من الأحجار على وجه الأرض. وهاهنا ينبغي أن نذكر أصلا لذلك على حسب ما ظهر لئلّا يخل بقاعة السياق، وأيضا فإن تقسيم المعادن إلى ما ذكرناه تخل به التفرقة فلا يحصل الغرض، فنقول: إن الذي اشتهر أن الياقوت والماس واللعل والعقيق والفنزوح «١» والجزع واللازورد والفيروزج شرقي، وأن الذهب والفضة والحديد والنحاس والرصاص والقصدير والزئبق والزبرجد والدهنج عربي «٢» ، وأن الزمرد «٣» مصري.
وأما الأحجار فغالبها مشتركة، مع وجود الاشتراك في غالب ما ذكر عند البحث والنظر، فليعلم ذلك وحينئذ نبدأ ونقول:
[النوع الأول: الفلزات]
زعموا أن تولدها من اختلاط الزئبق والكبريت، إن كان الزئبق والكبريت (٧٩) صافيين واختلطا اختلاطا تاما، وشرب الكبريت رطوبة الزئبق كما تشرب الأرض نداوة الماء، وكانت فيه قوة صباغة ومقدارها متناسبان،