بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المرسلين، وخاتم النبيين، المرسل رحمة للعالمين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الكرام الميامين، وعلى أهل العلم العاملين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد فإن بين أيدينا المجلد الخامس من كتاب" مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" للعلامة المؤرخ الأديب، المدقق النحرير شهاب الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله القرشي العدوي العمري (٧٠٠- ٧٤٩ هـ) ، أحد مجلدات موسوعته العلمية التاريخية الحضارية التي بلغت سبعا وعشرين مجلدة، إنها معلمة حضارية تاريخية شاملة. ضم هذا السفر القسم الثاني من الكتاب في سكان الأرض من طوائف الأمم، وهو أنواع:
النوع الأول: في الإنصاف بين المشرق والمغرب. وفيه فصلان:
الفصل الأول وهو الخطابي
الفصل الثاني في الإنصاف بين المشرق والمغرب على حكم التحقيق
في ظلال النوع الأول الذي وسمه" في الانصاف بين المشرق والمغرب" نلاحظ ابن فضل الله العمري في هذا العرض والموازنة الظاهرة بين المشرق والمغرب، يعرض لليونان والرومان والهنود والفرس قبل الإسلام، ثم يعرض لأكابر العلماء والحكماء في الإسلام في المشرق والمغرب، وأظنه قصد إبراز التواصل الحضاري