وكان الخليفة متوقفا في استحضار الناصر داود رعاية لخاطر الملك الكامل فجمع بين المصلحتين، واستحضره ليلا وعاد الناصر إلى الكرك.
وفيها، سار الملك الكامل من مصر إلى البلاد الشرقية واسترجع حران والرّها من يد كيقباذ ملك الروم، وأمسك أجناد كيقباذ ونوابه الذين كانوا [بهما]«١»[فقيدهم]«٢» وأرسلهم إلى مصر فلم يستحسن ذلك منه، ثم عاد إلى أخيه الأشرف (٢٣٥) بدمشق فأقام عنده حتى خرجت السنة، وعاد الملك الكامل إلى الديار المصرية في أوائل سنة أربع (وثلاثين وست مئة) .
وفي سنة أربع وثلاثين وست مئة «١٣»
خرج [الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر]«٣» بن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى الصيد ورمي البندق، واغتسل بالماء البارد فحمّ ودخل إلى حلب وقد قويت به الحمّى واشتد مرضه، وتوفي في ربيع الأول هذه السنة، و [كان]«٤» ، عمره ثلاثا وعشرين سنة وشهورا «٥» ، وكان حسن السيرة في رعيته، ولما توفي تقرر في الملك بعده ولده الملك الناصر يوسف بن العزيز محمد وعمره سبع سنين، وقام بتدبير الدولة شمس الدين لؤلؤ الأرمني «٦» وعز الدين