يسمى الحلزون، وهو إذا أحرق يدخل في كثير من أكحال العين الجاسية في كثير من أشيافاتها وأدويتها وتحجيراتها، وذلك أنه إذا حرق وسحق وأنعم سحقه وغسل واكتحل به غير محرق كان أقوى لجلائة، وإذا اكتحل به محرقا كان أقوى لتنشيفه وتجفيفه، وإن غسل بعد إحراقه كان تنشيفه من غير لذغ، وقد يقوّي حسن البصر، وينشف رطوبة البيضة. وفيه قوتان نشافة وجلاية.
صدف «١»
حجر معروف، منه ما يتكون في الماء العذب وهو أجود، ومنه ما يتكون في الماء الملح. قال ابن البيطار «٢» : ليس يستعمل الصدف غير محرق، فإذا أحرق صار يجفّف تجفيفا بليغا. وينبغي أن يسحق سحقا ناعما، وهذا باب عام لجميع الأشياء التي جوهرها حجري، وإذا استعملت وحدها كانت نافعة للجراحات الخبيثة لأنها تجفّف من غير لذع، فإن عجنت بخل أو عسل أو بشراب نفعت الجراحات المتعفنة. أما الصدف الذي داخله الحيوان المسمى أو سطراون فقوتها مثل هذه إلا أنه ألطف في جميع هذه الأجزاء، فإذا أحرقت سلخت ذلك عنها بالإحراق وصار لها قوة مخالفة لهذه، فإن غسل بعد الحرق وصارت غسالتها تسخّن إسخانا لطيفا حتى ربما يحدث عفونة ويصير الباقي أرضيا لا يلذع، وهذا يكون نافعا للجراحات الرّطبة لأنه يبني اللحم فيها ويختمها. وخزفة أو سطراون خاصة إذا أحرقت تستعمل في مداواة الجراحات الغائرة العتيقة التي يعسر نبات اللحم فيها بسبب مائية تنصب إليها، وفي جراحات قد صارت نواصير وغارت،