قوّس بالمعاني حتّى تهوّس، وتعالى في تشييد المباني حتى تنكّس. عرض له وسواس اختل به نظام عقله، ونقص تمام فضله، وكان لا يخلو في جنونه من طرف أفرح من البساتين، وألطف ما يحكى عن عقلاء المجانين. ثم زاد يبس مزاجه، ويئس من علاجه، فأتى جبلا ألقى نفسه من شاهقه فهلك، وحلّ رمسه لا ينتفع بما ملك، وقد أنشد له ابن سعيد قوله:[الخفيف]
أنا صبّ وماء عيني صبّ ... وأسير من الضّنى في قيود
وشهودي على الهوى أدمع العي ... ن ولكنّني قذفت شهودي
ومن شعره قوله:[مجزوء الكامل]
أفدي الذي ناديته ... وركابه بيد النّوى
مولاي حبّك نيّتي ... ولكلّ عبد ما نوى
ومنهم:
٢٦- أحمد بن محمّد بن الوفا، ابن الحلاوي، الربعيّ الموصليّ «١٣»
شرف الدّين، أبو الطّيّب، ذو الصّناعة التي لها لذاذة في الذوق، وحلاوة (٨٤) في مرارة الشّوق. لم ترم بضاعته بالكساد، ولا صناعته بالفساد. على