في قرطق زانه تخرسنها ... قد عقربت صدغها مداريها «١»
والشعر لأبي نواس، والغناء فيه في الهزج.
١٧٧- ومنهم- طريف بن عبد الله السّميع القابسيّ
وكان مغني أهل بادية، ومطرب حي أسمع صوته كل عادية، أول ما ألف ما عهده حيث تنصب الخيام، وينصب عليه الحيام «٢» ، ثم دخل مدن إفريقية، وقد وافاها أقوام مصر، كان فيهم من تلبس بالغناء كان ترفع به عقيرته، وتجل به حقيرته، فانحاز إلى فئتهم، ودخل بينهم مثل هيئتهم، فأصغى إليهم بسمعه، ودخل غناءهم دبر أذنيه، فانثني إليهم ناسيا ما كان تعلم، سالبا سواه وإن يتم، وأسف على زمنه الذاهب، وجهل كل طريق إلا تلك المذاهب، فأعمل الرحلة إلى مصر، وماله رفيق إلا ظله، ولا له طريق إلا حيث قذف به جهله، وأتى مصر وبها ذماء «٣» من أهل هذا الشأن تخلفوا على حفر اللحود، وسلالة مصّ منهم الثرى بقية الماء من العود، إلا أنهم فاتوا أهل كل إجادة، فعاد عنهم موفورا، ورجع وقد جمع عطاء موفورا [ص ٤٠٠]