ويوم المهرجان «١» ، وأن لا غسل من الجنابة إلا الوضوء فقط، وإن الخمر والزنا واللواط حلال، والنساء كلهن أمهات وبنات وأخوات حلال، وبويع هذا زكرويه بأنه الخليفة القائم بالحق سنة ثمان وسبعين ومائتين، ويسمى القائم بالحق، وكان يرى رأي الخوارج والأزارقة «٢» ويلعن الصحابة، ويرى قتل المسلمين رجالهم ونسائهم وصبيانهم وشيوخهم وزمناهم، فعتا في الأرض، وسفك الدماء، وسبى الذرية، ونهب الأموال، واشتد بلاؤه على المسلمين، وكان يقول لأعوانه وأجناده: من لم يتبعني فاقتلوه، واسبوا أهله، وكان ابتداء أمره في أيام المعتمد، ثم قاتله جيش المعتضد، فقتل في حدود سنة أربع وثمانين ومائتين.
ثم قام بعده ابنه:
٤٩- يحيى بن قرمط
وكنيته أبو القاسم، وبويع يوم قتل أبيه، وكان قتل الأمة المحمدية كلها، وسار بسيرة أبيه، وأصاب شكلها، وكان هو وشياطينه المردة في الأرض، وعقاربه المبددة في البلاد، إذا علوا على قرية قتلوا أهلها حتى البهائم، كالحمير والقطط والكلاب، وحاصر دمشق فصالحه أهلها على مال يؤدونه، وأي أمر جاءه منهم يعتمدونه، وكان يقول: لا أشير بيدي إلى ناحية إلا فتحت، ولا تكر جنودي على صفقة بلاد إلا خسرت وربحت، فلما ولي المكتفي خرج إليه في جنوده