وطال مرضه، فأرسل إلى أخيه [ملكشاه]«١» أن يكفّ عن النهب، ويجعله وليّ عهده فلم يقبل ملكشاه ذلك، ثم سار ملكشاه إلى خوزستان فأخذها من صاحبها شملة التركماني «٢» .
وفي أواخر سنة أربع وخمسين وخمس مئة «١٣»
نزل عبد المؤمن (بن) عليّ مدينة المهديّة وأخذها من الفرنج يوم عاشوراء سنة خمس وخمسين وملك جميع أفريقية، وكان قد ملك الإفرنج أفريقيّة في سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة، وأخذوها من صاحبها الحسن بن عليّ بن يحيى بن تميم الصنهاجي «٣» ، وبقيت في أيديهم إلى هذه السنة ففتحها عبد المؤمن، فكان ملك الفرنج للمهديّة اثنتي عشرة سنة تقريبا، ولما ملكها عبد المؤمن أصلح أحوالها واستعمل عليها بعض أصحابه وجعل معه الحسن بن عليّ الصنهاجيّ الذي كان صاحبها، وكان قد سار إلى بني حماد ملوك بجاية ثم اتصل بعبد المؤمن حسبما تقدم، فأقام عنده مكرما إلى هذه السنة، فأعاده عبد المؤمن إلى المهديّة، وأعطاه بها دورا نفيسة وإقطاعا، ثم رحل عبد المؤمن عنها إلى المغرب.
وفيها، توفي السلطان محمد بن [محمود]«٤» بن محمد بن ملكشاه السّلجوقي «٥» في ذي الحجة، وهو الذي حاصر بغداد، ولما عاد عنها لحقه سلّ