يا ولي الأمر من بعد الحكم ... بك جاد الصنع للخلق وتم
خذ بشكر نعمة الله التي ... هي من خير العطايا والفسم
واشكر الله على نعمته ... إنّ في الشكر مزيدا للنعم
فلقد قربت قربانا به ... تلج الفردوس من طاغي العجم
كافرا سلّمه أشياعه ... وبه حلّت من الله النّقم
ثم تخلّى له أبوه الحكم عن النظر في أمور الخلافة، وأراد أن يخلي له قصر الإمارة فأبى ابنه عبد الرحمن، وقال: بل أكتفي بالقعود على باب السدة مقعد صاحب المدينة، فاستحسن رأيه، وبدأ بتغيير المنكر، وأمر بهدم الفندق السلطاني المعد لبيع الخمور وسكن المومسات الخواطي، فهدمت بنيته، وصبّت أشربته، وكسرت آنيته، وخليت من العواهر أفنيته، فضجّ الناس بالدعاء له وعلت أصواتهم حتى سمعها الحكم، فارتاع وسأل عما أوجب ضجيج الرعاع، فلما أعلم بما صنع ابنه سكن وقال: هو أعلم بما صنع.
وتوفي الحكم يوم الخميس لأربع بقين من ذي الحجة سنة ست ومائتين، ومولده سنة أربع وخمسين ومائة، ومدة خلافته نحو ست وعشرين سنة وشهر ونصف شهر، وسنّه ثلاث وخمسون سنة، وصلى عليه ابنه عبد الرحمن، [وكان] طوالا أشم نحيفا لا يخضب.
١١٦- دولة ابنه عبد الرّحمن بن الحكم
أبي المطرف «١»[ص ٣١٦] ، كان أثيرا عند أبيه الحكم، كثيرا مما يظهر به من