طالبين المدينة والتتر يقتلون [فيهم]«١» حتى دخلوا البلد، واختنق في أبواب البلد جماعة من المسلمين، ثم رحل التتر إلى أعزاز فتسلموها بالأمان.
[ثم دخلت سنة ثمان وخمسين وست مئة «١٣» ] «٢»
ولما بلغ الناصر يوسف صاحب الشام قصد التتر حلب برز من دمشق إلى برزة «٣» في أواخر السنة [الماضية]«٢» ، وجفل الناس من بين يدي التتر، وسار الملك المنصور صاحب حماة إلى دمشق ونزل مع الناصر ببرزة وكان هناك مع الناصر يوسف بيبرس البندقداري من حين هرب من الكرك والتجأ إلى الناصر، واجتمع عند الناصر (٣٠١) على برزة أمم عظيمة من العساكر والجفال.
[ولما دخلت هذه السنة والملك الناصر على برزة بلغه]«٤» أن جماعة من مماليكه قد عزموا على اغتياله والفتك به، فهرب من الدّهليز إلى قلعة دمشق وبلغ مماليكه [الذين]«٢» قصدوا [ذلك]«٢» علمه بهم فهربوا على حميّة إلى غزّة، وكذلك سار بيبرس البندقداري إلى غزّة، وأشاع المماليك الناصرية أنهم لم يقصدوا قتل الملك الناصر وإنما كان قصدهم أن يقبضوا عليه ويسلطنوا أخاه الملك الظاهر غازي بن العزيز محمد بن الظاهر غازي بن السلطان صلاح الدين «٥» لشهامته.