٢٤- أبو زكرياء يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيباني الخطيب «١٣»
فرد لا تسلك له مناهج ولا تملك مباهج، أظل على الجوزاء من فوقها، وأمسك جيد العذراء بطوقها، أناف رتبة على العلماء وزينة للسماء، وفخرت به شبيبة شيبان وشيبها، وبعيد أنسابها وقريبها. هذا على هنات قلّت وعثرات ما أقلّت، وأخذ في الارتحال، والتنقل من حال إلى حال، حتى أسفرت له حنادس الظلماء، وسما سموّ حباب الماء.
قال ابن خلّكان: أحد أئمة اللغة. له معرفة تامة بالأدب والنحو واللغة قرأ على المعري وأبي القاسم الرقي وأبي محمد الدهان وغيرهم، وسمع الحديث وروى عنه أبو بكر خطيب بغداد وغيره، وتخرّج عليه خلق كثير. وأثنى عليه السمعاني وعدّد فضائله، ثم قال: ما كان بمرضي الطريقة وذكر عنه أشياء، ثم قال: لكنه كان ثقة في اللغة، وما كان ينقله. وله المصنفات المشهورة المفيدة. وكان قد دخل مصر في عنفوان شبابه، وقرأ على ابن بابشاذ ثم عاد إلى بغداد، واستوطنها حتى مات.
وله شعر، منه قوله:[الوافر]
فمن يسأم من الأسفار يوما ... فإني قد سئمت من المقام
أقمنا بالعراق على رجال ... لئام ينتمون إلى لئام «١»
وروى عن أبي الحسن محمد بن المظفر بن تحرير البغدادي قوله:[الطويل]
خليليّ ما أحلى صبوحي بدجلة ... وأطيب منه بالصّراة غبوقي