وهو ممن كتب خطّا فائقا، وأضحى لجيوب الكمائم فاتقا. وتقدّم على قومه فتأخّروا عن شوطه، وتأثّروا بزجره قبل سوطه. وأسنّ وعمّر، وسنّ معروفا منذ أمّر. وولد أولادا نجباء، وأمجادا كرماء.
وذكره صاحب بغية الألباء فلم ينشد له شعرا، ولا أنشق له عطرا. وقد أنشد له مؤلف «الفضل الأغزر في ملوك شيزر»(٢٢) شعرا كثيرا، أليقه بالأبيات، وأنسبه طللا يلحق بالأبيات، قوله:[الطويل]
بكائي على إخوان صدق فقدتهم ... أصابهم سهم الرّدى وعداني
فلا صاحب إن غبت عنه أشوقه ... ولا صاحب إن متّ عنه بكاني
ومنهم:
٩- حميد بن مالك بن مغيث بن نصر بن منقذ بن محمد بن منقذ بن نصر بن هاشم، أبو الغنائم «١٤»
الملقب بمكين الدّولة. تالي قرآن لا يفتر منه لسانه، وتالي غمام لا يقصر عنه إحسانه. ينظم من الشّعر فاخر عقوده، ويشقّ زاخر بحوره. ولا يردّ عن مقصوده.
شاعر فحل، ظاهر في كلامه جنى النّحل. مع عفاف لا يدنّس له بردا، ولا يكدّر له وردا. هذا إلى تتيّم بسلمى وسعدى، وكلف لا يبيت ليلة لا يستنجز وعدا. كلّ هذا صناعة أدبية، ورقة عربيّة. ومن شعره السّائر، ونظمه الطّائر،