وأما المصريون فمنهم أبو جعفر النحاس، أحمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحوي المصري. فقير لا يلحق بتابع، وممسك ضمت في راحتيه الأصابع. لو أن الماء في كفه لجمد، أو الضياء في وصفه لخمد. وكان لو أراد لتوسع كثرا، أو انقلب في الثرى لأثرى. هذا وفهمه لا يفشل وعلمه لا يستوشل، بفطنة أورى من الزناد، وأروى من العهاد «١» . تقدّم في أول الرعيل. ويتوقد وقد نفط نفطويه وخمدت نار الخليل. وكان عالما بالقرآن والفقه. رحل إلى العراق وأخذ عن الزجاج وكان ينظر بابن الأنباري ونفطويه. وكان ربّما وهبت له العمامة فيقطعها ثلاث عمائم، من شدة التقتير على نفسه. وصنّف إعراب القرآن، وكتاب المعاني وكتاب اشتقاق أسماء الله الحسنى، وتفسير أبيات كتاب سيبويه. وكلّ من جاء بعده استمدّ منه. وفسّر عدة دواوين وأملاها. وله رواية كبيرة عن علي بن سليمان الأخفش. ولقي بالعراق أصحاب المبرّد. وتوفي بمصر سنة سبع وثلاثين وثلاثمئة، وقيل سنة ثمان وثلاثين.