نزع عن أغصانه وجفف وسحق وذرّ على القروح الجاسية حلّلها، لا سيما إذا دهنت بالزيت، ثم ذرّ بعد ذلك. وإذا بخّر بأغصان هذه الشجرة بحملها وورقها وأغصانها وجميع رمادها، وصنع منه نؤورة، وخلط مع زرنيخ، وطلي به الشعر النابت على البدن أسقطه وخيا «١» وأبطأ نباته كثيرا، وإذا طلي به على الكلف والنمش أذهبه، وقد يفعل الرّماد وحده ذلك من غير زرنيخ. وإذا طبخ ورقه وسقي أصحاب البلغم والريح الغليظة أخرج ذلك من المعى والمعدة. وبزره أقوى من ورقه، وإن شرب حبّه مدقوقا معجونا بالعسل أذهب المليلة «٢» ونفع أصحاب الحمى من السوداء والبلغم المحترق.
نرجس «٣»
قال ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق الكرّاث إلّا أنها أدق وأصغر بكثير، وله ساق جوفاء ليس عليها ورق، طولها أكثر من شبر، وعليها زهر أبيض مستدير شبيه بالبلبوس «٤» ، وثمرة سوداء كأنها في غشاء مستطيل. وأجود ما ينبت في مواضع جبلية، وهو طيب الرائحة جدا.
قال ابن البيطار: أصل النرجس قوته قوة مجففة يلحم الجراحات العظيمة، ويلحم القطع الحادث في الوترات، وفيه شيء يجلو ويحدث، وإذا أكل أصل النرجس مسلوقا أو شرب هيّج القيء، وإذا استعمل مع العسل مسحوقا وافق حرق النار، وإذا تضمد به ألزق الجراحات العارضة للأعصاب، وإذا سحق وخلط (٢٦) بالعسل وتضمد به نفع من انفتال الأوتار التي في العقبين والأوجاع