للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم] «١» أنشأ يقول:

ووا أسفا من فراق قوم ... هم المصابيح والحصون

والمدن والمزن والرواسي ... والحبر والأمن والسكون

لم تغير لنا الليالي ... حتى توفتهم المنون

لم تغير لنا الليالي ... وكل ماء لنا عيون

ثم غاب عنا، فكان ذلك آخر العهد منه] «٢» .

ومنهم:

٢٧- أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيريّ «١٣»

المقيم بنيسابور.

عارف زجر نفسه ووعظها، ورأى نفسه في مرمى كل نظرة لحظها، فحلّ رموز آماله، والتمس كنوز القرآن في أمثاله، وصحب قوما اتخذوا نفوسا، وشهدوا في العلياء شموسا، في فيئه قطعوا أودية الأعمار هياما، وطاولوا ألوية الليل قياما، ولم يخدع أحدا منهم متاع الدنيا ولا استجرّه، ولا حام إلا على زهر الثريا ونهر المجرة، وأمسى وتربه يستهدى طيبا، ويندى عنبرا وعودا رطيبا.

<<  <  ج: ص:  >  >>