وقال هبة الله بن إبراهيم بن المهدي: أنشدني أبي لعنان: «١»[الكامل]
نفسي على حسراتها موقوفة ... فوددت لو خرجت مع الحسرات
لو في يديّ حساب أيامي إذا ... أنفقتهن تعجلا لوفاتي
لا خير بعدك في الحياة وإنما ... أبكي مخافة أن تطول حياتي
١٠٤- دنانير جارية محمّد بن كناسة «٢»
جارية لا تسام بألوف، ولا تنفر عن ألوف، أجادت في الشعر كل الإجادة وزادت فيه على الشعراء حتى استبعدت أبا عبادة، وشدت من الغناء شدوا، وقنعت منه بما جاء عفوا، وكانت ملهية النوادر، مسرعة البوادر، تشد إزارها على الكثيب وتعدل قوامها إلا على الكئيب، كانت مولّدة من مولّدات الكوفة [ص ٢٨١] رّباها ابن كناسة وأدّبها، فخرجت شاعرة أديبة فصيحة، قيل إنها كانت تغني، وكان ابن كناسة ديّنا صالحا، وهو ابن خالة إبراهيم بن أدهم «٣» ، وذكر علي بن عثام الكلابي قال: كان لابن كناسة صديق له يكنّى أبا الشعثاء، وكان عفيفا مزّاحا، فكان يدخل على ابن كناسة يسمع غناء جاريته دنانير ويعرض لها بأنه يهواها فقالت: فيه شعرا منه: «٤»[الرمل]