للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنك لا تبالي بالحر!. فو الله لقد كنت أنا ومن معي نعمله ونركب في الهواجر المتّقدة والقيظ المضطرم، ونحن نظن أن على صدورنا قطع الثلج، لا نحسّ ما الحر، وما ندري ما السموم، إلى غير هذا مما كان فيه من الفضائل وما فاق به الأنظار وفاق الأماثل. فليت الشمس لو أبقته قليلا، ووا أسفا على مثله كيف مات على اليهودية.

ومنهم:

١٩٣- محمد بن صغير، ناصر الدين

طبيب جامع، ولبيب بشرق كلماته في المسامع، وفاضل لم يقصّر في نوع من الفضائل على كثرة تشعّبها، مع أخلاق لو تخلّقت بها المدام لما قطّب شاربها، ولما قدر أن يذكرها عائبها.. إلى فضائل شريفة، وشمائل ظريفة، وأخوّة صحيحة الإخاء، صريحة الانتحاء، وقول جزم أنه قد أصبح اليوم فردا واحدا لما جمع من شتّى المحاسن، وكمال الأوصاف.

قرأ العلم واشتغل به، وخدم السلطان، وباشر المرستان، وقرأ النحو والأدب، وتطبّع به حتى صار خلقا له، وله في حسن العلاج يد طويلة، وآثار جميلة، وأفعال حسنة مشكورة، وهو يرى لطف التدبير في معالجة المرضى، وعدم الإقدام عليهم بالأدوية، وكان السلطان يشكره ويثني على نشأته الحسنة، إلى غير هذا مما يتفكّه به من جني الألسنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>