أبيه غياث الدين وتلقب ألقابه، وفرح به أهل فيروز كوه وسلك طريقة أبيه في الإحسان والعدل، ولما استقر يلدز بغزنة وأسر علاء الدين وجلال الدين كتب إلى غياث الدين محمود بن غياث الدين محمد بن سيف الدين سام بن الحسين بالفتح، وأرسل إليه الأعلام وبعض الأسرى.
وفيها، تزوج أبو بكر بن البهلوان بابنة ملك الكرج، وذلك لاشتغاله بالشرب عن تدبير المملكة فعدل إلى المصاهرة والهدنة فكفوا الكرج عنه لذلك.
وفي سنة ثلاث وست مئة «١٣»
سار الملك العادل من مصر الشام ونازل في طريقه عكّا فصالحه أهلها على إطلاق جميع الأسارى، ووصل إلى دمشق ثم سار إلى بحيرة قدس واستدعى بالعسكر فأتته من كل جهة، وأقام على البحيرة حتى خرج رمضان، ثم سار ونازل حصن الأكراد، وفتح برج أعناز «١» وأخذ منه سلاحا ومالا وخمس مئة رجل، ثم سار ونازل طرابلس (١٥٢) ونصب عليها المناجيق وعاث العسكر في بلادها، وقطع قناتها، ثم عاد في أواخر ذي الحجة إلى بحيرة قدس بظاهر حمص.
وفيها، أرسل غياث الدين محمود بن غياث الدين محمد ملك الغورية يستميل يلدز مملوك أبيه المستولى على غزنة فلم يجبه يلدز إلى ذلك فطلب يلدز من غياث الدين أن يعتقه فأحضر الشهود وعتقه وأرسل مع عتقه هدية عظيمة وكذلك عتق أيبك المستولي على الهند، وأرسل نحو ذلك فقبل كل منهما ذلك، وخطب أيبك لغياث الدين، [وأما يلدز فلم يخطب له]«٢» وخرج غالب العسكر عن طاعة يلدز لعدم طاعته لغياث الدين.