وفيها، قتل مظفر بن حماد «١» صاحب البطيحة «٢» في الحمام، وتولى بعده ابنه.
وفي سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة «١٣»
في رجب كان بالشام زلازل قوية، فخربت بها حماه وشيزر وحمص وحصن الأكراد وطرابلس وأنطاكية وغيرها من البلاد المجاورة لها حتى وقعت الأسوار والقلاع، فقام نور الدين بن زنكي في ذلك القيام الرضيّ من تداركها بالعمارة وإغارته على الفرنج ليشغلهم عن قصد البلاد، وهلك تحت الروم ما لا يحصى، ويكفي أن معلم كتّاب كان بمدينة حماه فارق المكتب، وجاءت الزلزلة (٢٥) فسقط المكتب على الصبيان كلّهم فلم يحضر أحد يسأل عن صبيّ هناك لهلاكهم.
ولما خربت [قلعة]«٣» شيزر بهذه الزلزلة وسقط سورها بادر إليها «٤»[نور الدين محمود بن زنكي، وكان بالقرب منها فصعد إليها وتسلمها وتملكها]«٥» ، وعمّر أسوارها.
وكانت «٦» شيزر لبني منقذ الكنانيين يتوارثونها من أيام صالح بن مرداس «٧»