امتدت الأيدي لمبايعته «١» ، وسنه لعشرة أعوام وغصنه ما أميطت من تمائمه الأكام، قوى عزيمة أبيه الحكم على العهد إليه النساء والخدم، فعهد إليه ثم داخله الندم، فما استحسن أن يخلع عن معطفيه ذاك الرداء، ولا أن يقطع عن المنابر من اسمه ذاك النداء، وقد كانت طوائف الشعراء عرّضت بذكر هشام لأبيه تقربا إلى خاطره، وتجنبا إليه أن لا يخرج عنه شطر مشاطره، فمنها قول محمد بن حسين الطنبي، مما يخاطب به أباه:
[الكامل]
حسّن به دين النبيّ محمد ... وأقم به أود الزمان الأعوج
لهجت ببيعته النفوس فأخذها ... من أوجب الأشياء لو لم تلهج
عود النبوة والخلافة عوده ... فالفرع من تلك العروق الوشّج