١٨- ابن السراج «١٣» أبو بكر بن محمد بن السري بن سهل
النحوي، صاحب المبرّد. نحوه «١» لا يملك، ونحوه لا تسلك، بعد مرمى، وصعد منمى، وحمد منه كل وصف يقال فيه، لمّا لاح في سماء السعد فرقدا، وفاح للعبنر الورد موقدا، وبات الأدب يشب على نار خاطره، ويثب بسقيا ماطره، وزيّن شعره بالغنا، وزيد قدره على نفع الغذا. وكان من حلفاء العشاق، وخلفاء الروض في الانتشاق. وكأن رايته لا تزال تعلق به نظرته وتعبق بأدبه حضرته فلا يملّه جليس، ولا يملّه حلّ عقدة تكة أو كيس.
قال ابن خلكان: كان أحد الأئمة المشاهير، المجتمع على فضله ونبله وجلالة قدره في النحو والآداب. أخذ عن المبرّد وغيره، وأخذ عنه السيرافي والرماني وغيرهما، ونقل عنه الجوهري في الصحاح في مواضع عديدة، وله التصانيف المشهورة في النحو. وأنشد ما ذكر أنه منسوب إليه وهو:[الكامل]
ميّزت بين جمالها وفعالها ... فإذا الملاحة بالخيانة لا تفي
حلفت لنا أن لا تخون عهودنا ... فكأنما حلفت لها أن لا تفي
والله لا كلّمتها ولو أنّها ... كالبدر أو كالشّمس أو كالمكتفي «٢»