وقال:" العبادة اثنان وسبعون بابا؛ أحد وسبعون منها في الحياء، وواحد في أنواع البر."«١»
وقال:" وجدنا دين الله مبنيا على ثلاثة أركان: الحق، والعدل، والصدق. فالحق على الجوارح، والعدل على القلوب، والصدق على العقول".
وحكى عن نفسه أنه بقي عشرة أيام لم يأكل شيئا، فشكا إلى بعض إخوانه الجوع.
قال: ثم مررت ببعض الأزقّة، فنظرت إلى درهم مطروح، عليه مكتوب: أما كان الله تعالى بجوعك عالما حتى قلت: إني جائع؟.
ومنهم:
٣٦- أبو إسحاق إبراهيم بن داود القصّار الرقّيّ «١٣»
من كبار مشايخ الشام. «٢»
قنع بقليل المعاش، ومات فقيل: عاش، ولم يرد من الدنيا رياشا، ولم يرد سكنا منها ولا رشاشا، فحمل على النفس ضيمها، وترك لأهوائها تقشعها وغيمها، فلم يمدّ إليها يدا، ولا عدّ فيها أصدقاء ولا عدا، وكان يقطع الأيام مراحل، ويقذف بحر الليل ليقف على الساحل، يطلب بعنته طلاب الصائد، ويجعل تحت كل بر شركا للمصايد، فلم يقبل معتذرا، ولا يقبل إلا حذرا.
وكان من أقران الجنيد، وابن الجلاء، إلا أنه عمّر طويلا، وصحبه أكثر مشايخ الشام، وكان لازما للفقر، مجرّدا فيه، محبّا لأهله. «٣»