هذه السنة، واستقل بيليك الخزندار في النيابة على ما كان عليه [مع والده]«١» ، واستمرت الأمور ولم تطل مدة السعيد ولا بيليك، فإن بيليك مات بعد ذلك بمدة يسيرة «٢» قيل: حتف أنفه، وقيل: سمّ، والله أعلم، وتولى نيابة السلطنة بعده شمس الدين الفارقاني.
ثم إن السعيد خبط وأراد تقديم الأصاغر، وأبعد الأمراء الأكابر، وقبض على سنقر الأشقر والبيسرى، ثم أفرج عنهما بعد أيام يسيرة، ففسدت نيّات الأمراء الأكابر عليه.
وبقي الأمر كذلك حتى دخلت سنة سبع وسبعين وست مئة «١٣»
(٣٤٥) فسار الملك السعيد إلى الشام وصحبته العساكر، فوصل إلى دمشق وجرّد منها العسكر صحبة قلاوون الصالحي، وجرّد أيضا صاحب حماة، فساروا ودخلوا إلى سيس وشنوا الغارة عليها وغنموا، ثم عادوا إلى جهة دمشق واتفقوا على خلع الملك السعيد من السلطنة لسوء تدبيره، وعبروا إلى دمشق ولم يدخلوها، فأرسل إليهم السعيد واستعطفهم ودخل عليهم بوالدته فلم يلتفتوا وأتموا السير، فركب السعيد وساق فسبقهم إلى مصر وطلع إلى قلعة الجبل، وسارت العساكر في أثره، وخرجت السنة والأمر على ذلك.
وفيها، توفي عز الدين كيكاوس بن كيخسرو بن كيقباذ بن كيخسرو بن قليج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان بن سليمان بن قطلومش بن أرسلان بن سلجوق «٣» عند منكوتمر ملك التتر بمدينة صراي، وكيكاوس المذكور هو الذي