للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنهم:

٤٩- شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الفتح ابن الفضل البعلي «١٣»

الحنبلي. متدارك للدما، سالك سبيل القدما. نهج إليهم سبيلا، واتّخذ لديهم قبيلا، ولم يرض من غيرهم قيلا، ولا في أكناف سواهم مقيلا. فما ترك من منهج، ولا أدرك إلا من أبهج. قيل إنّه طالما بادر السهر والنهار ما ارتحل، والليل طرفه بالظلماء أول ما اكتحل. وقام ليلته وشهبها قعود وفجرها لا ينتظر منه غير وعود. وكان على مثل هذا غمر نهاره الذاهب، وطول يومه إلى أن يلبس حلّة الراهب. عائما في نهره الطافح، ومحلقا تحت جانحه الطائح، إلى أن تقدّم إماما، وحاز الفضائل تماما. وحدث ابن أبي الفتح، قال: حدثني صاحبنا الفقيه أبو عبد الله محمد بن عبد المولى بن خولان الحنبلي، قال: لمّا كنت ببعلبك، كنت بمقبرة باب سطيحة من مقابر بعلبك في جماعة من الناس، منهم رجل صالح اسمه إسماعيل بن يعقوب الإسكافي، فقرأ القرّاء سورة تبارك، وإسماعيل المذكور تجاهي واقف، ولم يكن به مرض، بل كان سويّا. فلمّا سمع القراءة تغيّر وجهه، إلى أن وصلوا إلى قوله تعالى: «إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ «١» »

، رفع يديه كالمصلّي، وخرّ على وجهه وأنا أنظر إليه، فابتدره رجل فرفعه، فإذا هو ميّت، ثم كان بعد سبت خرجت إلى المقبرة القبلية في جنازة، فلما وضع الميّت في القبر شرع القرّاء في سورة تبارك، وكان القمر ابن عزائم واقفا تجاهي، فلمّا سمع القرّاء تغيّر لونه، فلما وصلوا إلى الآية المذكورة سقط على جنبه الأيمن، ولم يكن به مرض فابتدره رجل فرفعه مسرعا فإذا هو ميّت.

قال: فهاذان رجلان قتلتهما آية واحدة من كتاب الله. وأنا أنظر لمن يخبرني بذلك مخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>