فهنّ العتاب وهنّ الدموع ... وهنّ المدام وهنّ الهواء
ومنهم:
٢٦- أبو بكر علي بن الحسن البلخي القهستاني
«٣» له في الأرض سياحة، كأنّه يبغي لها مساحة، أو كأنّه الهلال يقيس الدنيا بشبره، أو كأنّه يمتحن نفسه في تجريب صبره، وكذا الدرّ يهجر البحور ليجاور النّحور، والغمام يجدّ السّير ليجد الأنام على وجهه الخير، والطير يضرب بجناحه الخفّاق يطلب في الدائرة الاسترزاق، وهذا الفاضل أدمن رحلة شرقا وغربا، ووالى تنقّله يفارق صحبا ويرافق صحبا كأنّه قذاة لا يلتقيها جفن إلّا كها، ولا تخرج من عين إلّا وكأنّها لفقده بالدموع مرّة، وله كلّ بديعة تسحر الفطن، وتسخر بمن لاقت فما يستقرّ بها دار ولا وطن. من ذلك،