للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له سليمان: حق لك يا دلال أن يقال لك أحسنت وأجملت، فو الله ما أدري أيّ أمريك أعجب، سرعة جوابك أم حسن غنائك وجودة فهمك، بل جميعا عجب، وأمر له بصلة سنيّة، وأقام عنده شهرا يشرب على غنائه، ثم سرحه إلى الحجاز.

قال: كان الدّلال لا يشرب النبيذ، فخرج مع قوم إلى متنزّه لهم، ومعهم نبيذ، فشربوا وسقوه عسلا مجدوحا «١» ، فكان كلما تغافل صبوا عليه نبيذا، فلا ينكر حتى كثر ذلك وسكر وطرب، فقال: اسقوني من شرابكم، فسقوه حتى ثمل ونام عريانا، فغطاه القوم بثيابهم وحملوه إلى منزله ليلا فنوّموه وانصرفوا عنه، فأصبح وقد تلوثت ثيابه، فأنكر نفسه، فحلف أن لا يغنّي أبدا ولا يعاشر من يشرب نبيذا، فوفى بذلك إلى أن مات، وكان يجالس المشيخة والأشراف فيفيض معهم في اخبار الناس وأيامهم حتى قضى نحبه.

١٣- أبو سعيد مولى فائد «٢»

رجل حق وباطل، ودينه محلّى وعاطل، لم يحبط بمروءته الغناء، ولا أثّر في مروءته الغناء، وكان على اشتهاره بالغناء ومداومته وإقامة شوقه ومقاومته من

<<  <  ج: ص:  >  >>