وبالشرق رست قواعد الخلافة مستقر الخلفاء الراشدين، وبني أمية، والدولة العباسية وما لمغربي أن يقول: كيف تلبّس الشرق حلل الخلافة، ويعرّي معاطف الغرب، وبها دولة الخلفاء من بني أمية، وبني حمّود «١» وبني عبد المؤمن «٢» ، فجوابه أننا لم نذكر إلا الخلافة المجمع عليها، ولم نذكر الناجمين بالشرق، كالعلويين بآمل كرسي ما زندران المسماة بطبرستان «٣» ، وبني الأخيضر العلويين باليمامة، وأئمة الزيدين باليمن، إذ كل خلافة سوى المجمع عليها شذوذ، ولو أننا- أيها المدعي للغرب على الشرق- نظرنا من بويع بالجهتين، ونظرنا بين الفئتين لمحت سطوركم، ومحقت بدوركم، وتوهدت رباكم، وتوهنت صباكم، بما نحن نردكم إذعانا وسف «٤» طائركم خضعانا، وانقطعتم دون الغاية، واجتمعتم وما رفعت لكم راية، والتحق بالعدم وجودكم، والتحف جناح الخمول مجيدكم، ولات حين مناص «٥» ، وهيهات من يد المؤاخذة خلاص.
وأما السلطنة والملك، فقد قال ابن سعيد عن السلطنة والملك: إن الاصطلاح أن لا تطلق هذه السمة إلّا على من يكون في ولايته ملوك، فيكون ملك الملوك، فيملك مثل الشام أو مثل مصر أو مثل إفريقية أو مثل الأندلس، ويكون عسكره عشرة آلاف فارس أو نحوها، فإن زاد بلادا أو عددا في الجيش