وفيها، في ذي الحجة قتل عضد الدين محمد بن عبد الله بن هبة الله «٢» وزير الخليفة، وكان قد عبر دجلة عازما على الحج، فقتله الإسماعيلية، وحمل مجروحا إلى منزله فمات به، وكان مولده في جمادى الأولى سنة أربع عشرة وخمس مئة.
وفي سنة أربع وسبعين وخمس مئة «١٣»
طلب توران شاه من أخيه صلاح الدين بعلبك، وكان السلطان أعطاها شمس الدين محمد بن عبد الملك (بن) المقدم لما سلّم دمشق إلى صلاح الدين، فلم يمكن صلاح الدين منع أخيه عن ذلك، فأرسل إلى ابن المقدم ليسلم بعلبك فعصى بها ولم يسلمها فأرسل السلطان وحصره ببعلبك فطال حصارها، فأجاب ابن المقدم إلى تسليمها على عوض فعوض عنها «٣» وتسلمها السلطان فاقتطعها أخاه توران شاه.
وفيها، كان بالبلاد غلاء عام «٤» وتبعه وباء عام.
وفيها، سير السلطان صلاح الدين ابن أخيه تقيّ الدين عمر بن شاهنشاه إلى حماة وابن عمه محمد بن شيركوه «٥» إلى حمص، وأمرهما بحفظ بلادهما،