إذا اجتمع النظّار في كل موطن ... فغاية كلّ أن يقول ويسمع
فلا تحسبوهم عن عناد تطيلسوا ... ولكن حياء واعترافا تقنّعوا
وحكي أنه مرّ ببلدة فرأى فيها غلامين كأنهما الفرقدان، أو النيران؛ إلّا أنهما أخدان قد تحابّا حبّا أكّد ألفتهما، ورأيت في ديوان المحبّة معرفتهما، يعرف أحدهما بابن صقر، والآخر بابن فهد، فقال:[الطويل]
أليس عجيبا جارحان تصايدا ... وذلك شيء لا يكاد يرام
فمن لي بفرخ الصّقر أمسك سبقه ... وأوتى بجرو الفهد ثمّ ينام
ومنهم:
٢٠- محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل السلمي الأندلسي النحوي «١٣»
شرف الدين أبو عبد الله. فريد كان بغير نفسه. لا يتأنس ولا يسامر إلّا من الجواري الكنّس. ألف الوحدة، وعرف بما تفرّد به وحده، ولم يجزم إلّا بفضله ولم يجرّ ذيل الأفق على مثله إلى دار حتى زهرتها، وجلا من تحت خدر المجرّة زهرتها، فبرزت باسمة لا تغيرها القطوب، ولا تنكرها الخطوب؛ كأنّما ضرّست بدرر، أو غرست في منابت اللآلئ، فضمتها غزلان المسك في السرّ.
وذكره ابن اليونيني، ووصفه بالمعرفة بالفقه على مذهب مالك، وبعلم الكلام والأصول، والتصنيف في التفسير.
وقال: مولده في ذي الحجة سنة تسع وستين، وقيل سنة سبعين، وقيل إحدى وسبعين